الرموز الدينية الرومانية في مدينة لبدة الكبرى: قراءة في النقوش الكتابية والشواهد الأثرية

الرموز الدينية الرومانية في مدينة لبدة الكبرى: قراءة في النقوش الكتابية

الملخص

شهدت مدينة لبدة الكبرى خلال العصر الروماني تنوعًا دينيًا ملحوظًا، تجلّى في انتشار رموز وعبادات رومانية، وإغريقية، وأخرى شرقية كالمصرية القديمة، وقد ترك هذا التنوع أثرًا واضحًا على الحياة الدينية في المدينة، وينعكس صدى هذا الأثر في النقوش الكتابية والبقايا الأثرية المتنوعة، وعليه فإن أهمية هذه الدراسة ستعتمد على المصادر الأولية، مثل: النقوش الكتابية، والشواهد الأثرية، هو ما سيسهم في رسم صورة دقيقة لطبيعة العبادة في لبدة الكبرى خلال العصر الروماني، خاصة في ظل ندرة المصادر الأخرى، أما أهداف الدراسة، فهي: تحليل النقوش الدينية والشواهد الأثرية المكتشفة في لبدة الكبرى، وتحديد الرموز التي عُبدت في المدينة، ورصد مظاهر التوفيق بين الديانات القديمة والرومانية، أما مشكلة الدراسة: رغم كثرة النقوش الكتابية الشواهد الأثرية في مدينة لبدة الكبرى، إلا أن هناك نقصًا في الدراسات التي تناولت هذه المادة من منظور ديني، وعليه، تتمثل إشكالية الدراسة في التساؤل التالي: ما هي الرموز الدينية الرومانية التي حظيت بوجود بارز وظاهر في مدينة لبدة الكبرى خلال العصر الروماني، وذلك من خلال ما النقوش الكتابية والمعطيات الأثرية؟ أما من حيث المنهجية، فسيُعتمد على المنهج التاريخي التحليلي المعتمد على تحليل النقوش الكتابية المختلفة، إضافة للمنهج الوصفي لمعالجة البقايا الأثرية من معابد وأعمال نحتية مختلفة.

هذا وقد خلصت الدراسة إلى أن مدينة لبدة الكبرى كانت أنموذجًا لدراسة التفاعل بين الثقافات المختلفة خلال العصر الروماني خاصة على الصعيد الديني، فقد كشفت مدى تنوع المعبودات التي كان لها وجودًا ملحوظًا، كما أُظهرت الشواهد تبني بعض أبناء العناصر المحلية بالمدينة للمعبودات الرومانية، وإلى أن المعابد وكافة الأعمال الفنية الأخرى لم تكن مجرد أعمال فنية فقط، بل انعكاس عميق لمدى انتشار ورسوخ تلك العبادات في المدينة.